×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ولا يتم الجهاد إلا بالهجرة، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان، والراجون لرحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 218].

*****

الجهاد بالسلاح لم يشرع إلا بعد الهجرة، فعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وبين أظهر المشركين، وهو لا يستطيع الجهاد، وهو منهي عن الجهاد، يقول: إن الجهاد في مكة حرام؛ لأنه سيجر ضررًا على الناس، يجر شرًّا، الرسول مأمور بالصبر، مأمور بالعفو، مأمور بانتظار الفرج، ولم يؤمر بالقتال؛ لأنه لو قاتل في مكة، لقطعت الدعوة عن آخرها، فالذين يرون أن التفجيرات والقتل في بلاد الكفار هذا من باب الجهاد في سبيل الله، هذا ليس من الإسلام؛ فأنت بين الكفار وبين أسلحتهم وبين قوتهم، وتفتك بهم؟!! هذا ليس من مصلحة المسلمين، يجب أن يفهم هذا، ليس هناك جهاد إلا بالهجرة، وانحياز مع المسلمين، وتكون لك فئة، ترجع إليها.

والهجرة: هي الانتقال من بلاد الكفار إلى بلاد الإسلام، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، انتقل من بلاد الكفار - وهي مكة - إلى بلاد المسلمين - وهي المدينة-، وحينئذ أمر بالجهاد.

ثلاثة أمور: أولاً: الإيمان. ثانيًا: الهجرة. ثالثًا: الجهاد.

قال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ [البقر: 218].

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي


الشرح