×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

سَبِيلِ ٱللَّهِ. هذه ثلاثة أمور: الإيمان أولاً، ثم الهجرة، ثم الجهاد، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ[البقرة: 218]

قوله: ﴿يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ؛ أي: أنهم لا يجزمون لأنفسهم بالعاقبة والثواب، وإنما يرجون رحمة الله؛ لأنهم بذلوا الأسباب؛ لذلك يرجون ثمرتها.

لما أرسل الرسول الله صلى الله عليه وسلم سرية بعد الهجرة يتحسسون حول مكة؛ ليأتوا بأخبار المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم، جاءت قافلة للكفار من أهل مكة، ومعها الزبيب، بعض المسلمين استعجلوا، وقتلوا واحًدا من الكفار في شهر ذي القعدة في الشهر حرام، ففرح المشركون، وصاروا يعايرون المسلمين، ويقولون: إنهم قد استحلوا الشهر الحرام، قال تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ.

ثم ذكر الله عز وجل ما عند المشركين من المعايب الكبيرة، فهذه سيئة عند المسلمين، لكن أنتم عندكم سيئات كثيرة.

قال تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ؛ أي: صرف الناس عن دينهم، فأنتم تصدون المسلمين عن دينهم.

﴿وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ كيف يكون لديكم مثل هذه الجرائم، وتعايرون المسلمين بجريمة واحدة، فعلوها خطأ، كيف؟!


الشرح