يقولون: ﴿ءَامَنَّا﴾: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 8]، فلا
يتبين الصحيح، إلا عند الابتلاء والامتحان.
فهذه الآيات فيها
عبر وكنوز حكم لمن تأملها وتفكر فيها، وأما الذي يمر عليها بلسانه فقط، ولا ينتبه
لها، ويرتل القرآن، ويجوده، لكن لا يتأمل معانيه، هذا لا يستفيد شيئًا.
القرآن ليس فقط
للترتيل وتحسين الصوت، هذه وسائل لما هو أهم منها، وهو التدبر والعمل.
التلاوة وتحسين
الصوت هذه وسائل، وليست غاية، هناك من الناس من يقف عند الوسائل، ويترك الغاية.
هذا الكلام يكتب
بماء الذهب -والله-.
مناسبة إيراد هذه
الآيات بعد ذكر الجهاد والإسلام: أن الجهاد يحتاج إلى صبر واحتساب.
ومن ضرورات الدين
الجهاد في سبيل الله؛ لأنه سيكون هناك مناوئون للإسلام، وأعداء للإسلام، ولا
يريدون ظهوره ولا انتشاره، وإنما يريدون البقاء على الكفر وعلى الشرك، ولا يريدون
من يمنعهم من رغباتهم المحرمة وشهواتهم المحرمة، وكثير من الناس كذلك، فهؤلاء
يحتاجون إلى جهاد، بأنواع الجهاد التي مرت.
فالجهاد يحتاج إلى صبر وإلى احتساب، ولا شك أن الجهاد فيه مشقة: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]،