ويكون تحريم
الكلام بالمدينة. فإن قيل: فما أحسنه لولا أن ابن إسحاق قد قال: ما حكيتم عنه أن
ابن مسعود أقام بمكة.
قيل: قد ذكر ابن
سعدٍ: أنه أقام بمكة يسيرًا، ثم رجع إلى أرض الحبشة، وهذا هو الأظهر؛ لأنه لم يكن
له بمكة من يحميه، فتضمن هذا زيادة أمرٍ خفي على ابن إسحاق، وابن إسحاق لم يذكر من
حدثه، وابن سعدٍ أسنده إلى المطلب بن عبد الله بن حنطبٍ، فزال الإشكال، ولله
الحمد.
وقد ذكر ابن
إسحاق في هذه الهجرة أبا موسى الأشعري، وأنكر هذا عليه الواقدي، وغيره.
وقالوا: كيف يخفى
هذا على من دونه؟
قلت:
ليس هذا مما يخفى على من دونهُ، فضلاً عنه،
*****
وليس في مكة.
لأن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه من قبيلة هذيل، وهذيل ليس منهم أحد في مكة.
تحرير الكلام في
الصلاة كان في المدينة، لا في مكة، هذا أرجع الأقوال.
وهذا -أيضًا - فيه
نظر.
الواقدي من أصحاب
السير.
أي: ابن إسحاق.