×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فقال له زيدُ: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ يعني: قريشًا، قال: «يا زيدُ، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه» ([1]).

فلما انتهى إلى مكة، أرسل رجلاً من خزاعة إلى مطعم بن عدي: أدخل في جوارك؟

فقال: نعم، فدعا بنيه وقومه، وقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت مُحمدًا.

فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة، حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام المطعم على راحلته، فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت مُحمدًا، فلا يهجه أحد منكم.

*****

هكذا الأنبياء إذا عظم الخطب والشدة، زاد رجاؤهم لله عز وجل، ولم ييأسوا، قال صلى الله عليه وسلم: «يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا».

هذا وعد الله عز وجل.

المطعم بن عدي من بني نوفل بن عبد مناف، وهو والد جبير بن مطعم رضي الله عنه.

قوله: «أدخل في جوارك؟»؛ يعني: حمايتك، يطلب منه أن يحميه؛ ليدخل إلى مكة، وإلا لن يدخلها بدون حماية أو بدون جوار.


الشرح

([1] أخرجه: ابن سعد في طبقاته (1/165).