يقولون: إنه عبد.
فاستدعاهم
ومقدمهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما أرادوا الدخول عليه، قال جعفر:
يستأذن عليك حزب الله، فقال للآذن: قل له يعيدُ استئذانه، فأعادهُ، فلما دخلوا
عليه قال: ما تقولون في عيسى؟ فتلا عليه جعفر رضي الله عنه صدرًا من «كهيعص»،
فَأَخَذَ النَّجَاشِيُّ عُودً من الأرض، قال: ما زاد عيسى على هذا ولا مثل العود.
*****
عيسى بن مريم عليه
السلام هو عبد الله ورسوله، قال تعالى: ﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا
لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [الزخرف: 59]، فهو عليه السلام هو عبد الله، وليس إلهًا،
والنصارى يقولون: إنه رب، والنصارى الآن يقولون: الرب يسوع.
وهذا من آداب
الإسلام: الاستئذان، فلم يدخلوا عليه بدون استئذان.
قوله: «قل له يعيد
استئذانه»، استحسن النجاشي استئذانه، فقال: يعيده.
قال الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ﴾ [مريم: 34]، هذا ما قاله الله سبحانه وتعالى في آخر الآيات في شأن عيسى عليه السلام، وقصة حمل أمه به ووضعها، وما لقيته من اليهود من الكلام البشع.