×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

يقولون: إنه عبد.

فاستدعاهم ومقدمهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما أرادوا الدخول عليه، قال جعفر: يستأذن عليك حزب الله، فقال للآذن: قل له يعيدُ استئذانه، فأعادهُ، فلما دخلوا عليه قال: ما تقولون في عيسى؟ فتلا عليه جعفر رضي الله عنه صدرًا من «كهيعص»، فَأَخَذَ النَّجَاشِيُّ عُودً من الأرض، قال: ما زاد عيسى على هذا ولا مثل العود.

*****

عيسى بن مريم عليه السلام هو عبد الله ورسوله، قال تعالى: ﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ[الزخرف: 59]، فهو عليه السلام هو عبد الله، وليس إلهًا، والنصارى يقولون: إنه رب، والنصارى الآن يقولون: الرب يسوع.

وهذا من آداب الإسلام: الاستئذان، فلم يدخلوا عليه بدون استئذان.

قوله: «قل له يعيد استئذانه»، استحسن النجاشي استئذانه، فقال: يعيده.

قال الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ [مريم: 34]، هذا ما قاله الله سبحانه وتعالى في آخر الآيات في شأن عيسى عليه السلام، وقصة حمل أمه به ووضعها، وما لقيته من اليهود من الكلام البشع.


الشرح