فَتَنَاخَرَتْ
بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ ُ قَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ، وَإِنْ نَخَرْتُمْ، ثم قال:
اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي، مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ. وَالسُّيُومُ:
بلسانهم الآْمِنُونَ.
وقال للرسولين:
لو أعطيتموني دَبْرًا مِنْ ذَهَبٍ -يقولُ: جَبَلاً مِنْ ذَهَبٍ-، ما أسلمتهم
إليكما، ثم أمر، فردت عليهما هداياهما، ورجعا مقبوحين ([1]). ثم
أسلم حمزة وجماعة كثيرون،
*****
قوله: «وَإِنْ نَخَرْتُمْ»،
النخر يكون بالأنف.
قوله: «سُيُومٌ»؛
أي: طلقاء، لا يؤذيكم أحد.
الرسولان: عمرو بن العاص،
وعبد الله بن أبي ربيعة.
وقوله: «لو أعطيتموني
دَبْرًا مِنْ ذَهَبٍ»؛ أي: لو تأتوني بجبل من ذهب، وهذا فيه تأييس للرسولين من
رد النجاشي المسلمين المهاجرين عليهم.
تقدم الكلام على الهجرة إلى الحبشة -الهجرة الأولى والثانية- وذلك لضعف المسلمين في مكة على تحمل أذى الكفار، ومضايقة الكفار لهم، وفي هذه الأثناء الشديدة والعصيبة أسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم، كان رجلاً قويًا شجاعًا مهابًا، وذو نسب في قريش، فحصل للمسلمين عز بإسلامه رضي الله عنه، إلى جانب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما أسلم الرجلان، زاد عز المسلمين وقوتهم في مكة، ولكن أعقب ذلك شدائد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى المسلمين كذلك.
([1]) جزء من حديث طويل أخرجه: أحمد رقم (1740).