×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فلما رأت قريش أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلو، والأمور تتزايدُ، أجمعوا على أن يتعاقدوا على بني هاشمٍ وبني المطلب، أن لا يبايعوهم، ولا يناكحوهم، ولا يكلموهم، ولا يجالسوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكتبوا بذلك صحيفة، وعلقوها في سقف الكعبة، يقال: كتبها بغيض بن عامر بن هاشم، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشلت يده، فانحازوا مؤمنهم وكافرهم إلى الشعب

*****

لما رأت قريش أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم يتزايد في الدعوة، وإسلام الناس، ودخولهم في الإسلام، وأن ما يعملونه ضد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصرف الناس عن قبول الدعوة، لجؤوا إلى حيلة أخرى، وهي حيلة الحصار، فتعاقدوا على أن يحاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، وقرابة الرسول، حتى من الكفار من بني هاشم وبني المطلب، فاتفقوا على أن يكتبوا صحيفة فيها مقاطعة المسلمين، وعدم البيع والشراء معهم، وعدم تزويجهم والتزوج منهم، وعدم إمدادهم بالطعام والشراب، وكتبوا بذلك وثيقة، وقعوا عليها، وعلقوها في سقف الكعبة المشرفة.

انحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه عمه أبو طالب، ومعه بنو هاشم وبنو المطلب في شعب، يقال له: شعب علي، انحصروا فيه، وقطعوا الإمدادات عنهم، وضايقوهم في هذا الشعب.

قوله: «أن لا يبايعوهم»؛ أي: ألا يبيعوا عليهم شيئًا.

انحازوا -مؤمنهم وكافرهم من بني هاشم وبني المطلب بن عبد مناف- إلى الشعب، وبقوا محاصرين؛ مؤمنهم وكافرهم،


الشرح