إلا أبا لهب،
فإنه ظاهر قريشًا عليهم. وذلك سنة سبع من البعثة، وبقوا محبوسين مضيقًا عليهم جدًا
نحو ثلاث سنين، حتى بلغهم الجهد، وسمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشعب، وهناك
عمل أبو طالب قصيدته اللامية ([1]).
*****
معهم من بني هاشم ومن بني المطلب أناس لم
يسلموا، ولكن بحكم النسب، بحكم نسبهم وقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم في
النسب قاطعوهم؛ حتى يسلموا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلا أبا لهب بن عبد
المطلب، فإنه من بني هاشم، ومع هذا لم يدخل الشعب معهم، بل لحق بالكفار.
أبو لهب ظاهر قريشًا
على الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو عمه-؛ من أجل الكفر بالله عز وجل والعداوة.
بدأ الحصار سنة سبع،
ولم ينفك إلا بعد السنة العاشرة؛ ثلاث سنوات.
لما أصابهم من الجوع
والمرض والضيق.
في هذا الوقت عمل
أبو طالب قصيدته اللامية المشهورة، والتي فيها ذم قريش، ومن مطلعها يقول:
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا عقوبة شر عاجلاً غير آجل
([1]) أوردها ابن هشام في «سيرته» (1/272 - 280).