وقريش بين راضٍ
وكاره، فسعى في نقضها بعض من كان كارهًا لها، وأطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم،
وأنه سلط عليها الأرضة فأكلت ما فيها من قطيعةٍ وظلمٍ إلا ذكر الله عز وجل، فأخبر
بذلك عمه، فخرج إلى قريش وأخبرهم، وقال: إن كان كاذبًا خلينا بينكم وبينه، وإن كان
صادقًا رجعتم، قالوا: أنصفت، فأنزلوها، فلما رأوا الأمر كذلك ازدادوا كفرًا إلى
كفرهم ([1]).
*****
ومنها قوله:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم وقد
قطعوا كل العرى والوسائل
إلى آخر ما قال، وهي
موجودة في كتب السير، ساقها ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية».
بين راضٍ بالحصار،
وكاره له، لكن يوافق عليه من أجل المجاملة مع قومه، وإن كان لا يرضاه، وهو كافر.
لما أن رأوا أن
الحصار ليس فيه جدوى، وأنهم ضايقوهم، وهم أقاربهم وبنوعمهم، تراجعوا فيما بينهم في
نقض الصحيفة والسماح للمسلمين بالخروج من الشعب.
الله عز وجل سلط على
هذه الصحيفة الأرضة، فأكلتها، وهم لا يعلمون، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه
أبا طالب، فأخبرهم بذلك، وقال لهم: إن كان الخبر كاذبًا، سلمنا لكم رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وإن كان غير كاذب، رفعتم الحصار، فوافقوا.
لا تنفع فيهم الآيات والعبر، هكذا الكافر المعاند لا ينفع فيه
([1]) انظر: سيرة ابن هشام (1/377).