×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب. ومات أبو طالب بعد ذلك بستة أشهرٍ، وماتت خديجة بعده بثلاثة أيامٍ، وقيل غير ذلك.

فاشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفهاء قومه، فخرج إلى الطائف؛ رجاء أن ينصروه عليهم،

*****

شيئًا؛ كلما قامت عليه حجة، راوغ إلى شبهة أخرى، أما الكافر غير المعاند، فإنه يقبل.

لكن ما ارتفع أذاهم، خرجوا من الشعب، لكن أذى قريش يشتد عليهم.

بعد الخروج من الشعب مات أبو طالب، ثم بعده بأيام ماتت السيدة خديجة رضي الله عنها، النبي صلى الله عليه وسلم حزن لفقدهما؛ لأن أبا طالب كان يؤازره ويحميه من أذى قومه، والسيدة خديجة رضي الله عنها كانت تؤنسه وتثبته، فإن خرج، لم يجد أبا طالب، وإن دخل البيت، لم يجد خديجة، فعند ذلك اشتد به الحزن صلى الله عليه وسلم.

في السنة الحادية عشر من البعثة.

لما أن مات أبو طالب، وماتت زوجته خديجة، اشتد أذاهم على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يجد من يناصره، فخرج إلى الطائف.

لأن الطائف هي أكبر مدينة بعد مكة. ولهذا قالوا: ﴿لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31].

فقوله: ﴿مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ؛ أي: مكة أو الطائف.


الشرح