ودعا إلى الله،
فلم ير من يؤوي، ولم ير ناصرًا، وآذوه أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينل منه قومه،
ومعه زيد بن حارثة، فأقام بينهم عشرة أيام، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا كلمهُ،
فقالوا: اخرج من بلدنا، وأغروا به سفهاءهم، فوقفوا له سماطين، وجعلوا يرمونهُ
بالحجارة، حتى دميت قدماه، وزيد يقيه بنفسه، حتى أصابه شجاج في رأسه، فانصرف إلى
مكة محزونًا.
*****
وقوله: ﴿عَظِيمٍ﴾؛ يعنون: لولا نزل
هذا القرآن على رجل عظيم كبير مبجل في أعينهم، ولا ينزل على يتيم أو ضعيف، ينزل
على أبي جهل في مكة، أو على عروة بن مسعود في الطائف.
لم ير صلى الله عليه
وسلم في أهل الطائف مناصرة ولا قبولاً، بل وجد العكس، وجد العداوة، وتسليط السفهاء
والأطفال على الرسول صلى الله عليه وسلم.
صاروا أشد أذى من
أهل مكة عليه.
معه مولاه زيد بن
حارثة رضي الله عنه.
أي: وقفوا له صفين
على الطريق.
حتى أصابوا قدمي
الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان زيد بن حارثة يقي الرسول صلى الله عليه وسلم
بجسمه، ويتلقى الحجارة، حتى أصابته الشجاج في رأسه رضي الله عنه
رجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة محزونًا؛ لأنه ردَّ في الطائف، ومكة -أيضًا- أخرجوه، فأين يذهب؟! اشتد الأمر.