×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور: «اللهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي» ([1]). إلى آخره.

فأرسل ربه إليه ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، وهما جبلاها اللذان هي بينهما، فقال: «بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَخْرُجَ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([2]).

فلما نزل بنخلة في مرجعه،

*****

قال: «اللهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ»، إلى آخر الدعاء المشهور بدعاء الطائف.

لما دعا ربه الدعاء، الله جل وعلا أرسل إليه الملك الموكل بالجبال؛ يستـأمره: ماذا يصنع بأهل مكة؟ إن شاء أطبق عليهم الأخشبين، وهما الجبلان العظيمان المحيطان بمكة، وهما: جبل أبي قبيس، وجبل قعيقعان، جبل الصفا وجبل المروة، التي هي بينهما.

الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَخْرُجَ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

أي: يمهلهم، وينتظر فيهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أعطاه الله الحلم والصبر.

وادي نخلة بين الطائف ومكة، يمر به الطريق السريع الآن، وهو واد عظيم. ونخلة: ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.


الشرح

([1] أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (181).

([2] أخرجه: البخاري رقم (3231)، ومسلم رقم (1759).