وفي مرجعه ذلك
دعا بالدعاء المشهور: «اللهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ
حِيلَتِي» ([1]). إلى
آخره.
فأرسل ربه إليه
ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، وهما جبلاها اللذان هي بينهما،
فقال: «بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَخْرُجَ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ
مَنْ يَعْبُدُهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([2]).
فلما نزل بنخلة
في مرجعه،
*****
قال: «اللهُمَّ
إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى
النَّاسِ»، إلى آخر الدعاء المشهور بدعاء الطائف.
لما دعا ربه الدعاء،
الله جل وعلا أرسل إليه الملك الموكل بالجبال؛ يستـأمره: ماذا يصنع بأهل مكة؟ إن
شاء أطبق عليهم الأخشبين، وهما الجبلان العظيمان المحيطان بمكة، وهما: جبل أبي
قبيس، وجبل قعيقعان، جبل الصفا وجبل المروة، التي هي بينهما.
الرسول صلى الله
عليه وسلم قال: «لاَ، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَخْرُجَ مِنْ
أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
أي: يمهلهم، وينتظر
فيهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أعطاه الله الحلم والصبر.
وادي نخلة بين الطائف ومكة، يمر به الطريق السريع الآن، وهو واد عظيم. ونخلة: ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (181).