قال البراء رضي
الله عنه: «أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَجَعَلاَ يُقْرِئَانِ
النَّاسَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلاَلٌ وَسَعْدٌ، ثُمَّ جَاءَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِى عِشْرِينَ رَاكِبًا ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُ النَّاسَ فَرِحُوا بِشَىْءٍ كَفَرَحِهِمْ بِهِ، حَتَّى
رَأَيْتُ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَالإِْمَاءَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ
اللَّهِ قَدْ جَاءَ» ([1]).
فأقام
صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب رضي الله عنه حتى بنى حجره
*****
ويروى أنه صلى الله
عليه وسلم توقع أن هذا النخيل وهذا المكان في اليمامة؛ لأن اليمامة دار نخيل
أيضًا، لكن تحقق هذا في المدينة.
كما سبق أن الرسول
صلى الله عليه وسلم بعد بيعة العقبة أرسل مع الأنصار مصعب بن عمير، وعمرو بن أم
مكتوم يعلمونهم القرآن.
أعظم شيء هذا الذي
نالوه في الدنيا، وهو قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم؛ يعلمهم الكتاب
والحكمة، ويدعوهم إلى الله، فأشرقت به المدينة بعد ظلمتها.
كلهم فرحوا -الكبار،
والصغار، والنساء، والأطفال-؛ لصدق إيمانهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
بينما قريش نبذته، وهمت بقتله وإعدامه، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
قوله: «بنى حجرهُ»؛ أي: بنى حجرات لنسائه صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4941).