×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

قال قتادة: «أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ طَاقَةَ لَهُ بِهَذَا الأَْمْرِ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ،

  فَسَأَلَ اللَّهَ سُلْطَانًا نَصِيرًا» ([1])، وأراه الله دار الهجرة وهو بمكة، فقال: «أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ» ([2]).

*****

إِلاَّ بِسُلْطَانٍ؛ أي: بقوة من عند الله؛ لأن أهل مكة ضربوا الحصار عليه، وجلسوا عند بابه يريدون الفتك به، والله عز وجل أعطاه سلطانًا، وخرج من بينهم، وهم لا يشعرون -كما سبق-، ﴿وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا [الإسراء: 80].

طلب الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء:

الأول: أن يخرجه مخرج صدق.

الثاني: أن يدخله مدخل صدق.

الثالث: أن يجعل له سلطانًا نصيرًا.

فحقق الله سبحانه وتعالى للرسول صلى الله عليه وسلم دعواته.

أطلع الله عز وجل رسوله على الدار التي سيهاجر إليه في الرؤيا، ورآها أرض نخل بين لابتين - أي: حرتين، فانطبق هذا على المدينة؛ فهي ذات نخل، وسبخة، وبين حرتين.


الشرح

([1] أخرجه: الحاكم رقم (4260).

([2] أخرجه: البخاري رقم (3905).