×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

قال ابن عباس رضي الله عنهما:: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ: فَأُمِرَ بِالْهِجْرَةِ وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ: ﴿وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا [الإسراء: 80] » ([1]).

*****

قوله: ﴿وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ؛ طلب الرسول من ربه عز وجل أن يختار له البلد الطيب، الذي يهاجر إليه، وأهله أهل وفاء وصدق، واستجاب له الله دعائه.

قوله: ﴿وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ، طلب أن يخرجه مخرج صدق من مكة، فأخرجه الله مخرج صدق، وسلم من أهل مكة وشرهم، فالله سبحانه وتعالى أعانه على الخروج، ويسر له، وكف عنه أيدي أعدائه، ويسر له الدخول في أطيب بلد على وجه الأرض بعد مكة.

لا شك أن مكة هي أشرف بلد على وجه الأرض، وبعدها المدينة، هناك من العلماء من يقول بأن المدينة أفضل من مكة، ولكن الصحيح: أن مكة أفضل من المدينة، فمكة أفضل، لكن الكلام على أهلها الكفار والمشركين.

ولهذا جاء في دعاء الذين انحبسوا عن الهجرة، قال تعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا[النساء: 75].

قالوا: ﴿ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا، ولم يقولوا: القرية الظالمة، وإنما قالوا: ﴿ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا، وهم الكفار.


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (3139).