×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

مِنْهُمَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ، وَكَانَ جِدَارًا لَيْسَ لَهُ سَقْفٌ، وقبلته إلى بيت المقدس. وكان يصلي فيه، ويجمع أسعد بن زُرارة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فيه شجر غرقدٍ، ونخل، وقبور للمشركين، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبور، فَنُبِشَتْ،

*****

كانوا يصلون قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، وكذلك بعد قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى بيت المقدس؛ لأنه القبلة الأولى، إلى أن حول الله القبلة إلى الكعبة المشرفة، قبلة إبراهيم الخليل عليه السلام.

قوله: «ويجمع»؛ أي: يصلي صلاة الجمعة بالمسلمين قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم.

كان في موضع المسجد شجر غرقد ونخل، وفيه قبور للمشركين، فأخلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا المكان؛ فقطع الشجر، ونبش قبور المشركين، فدل هذا على جواز نبش القبور، إذا احتيج إلى هذا، أو أنها لا يصلح أن تبقى في هذا المكان؛ لما عليها من الضرر في ذلك، فإن نبش القبور لمسوغ شرعي جائز ونقلها إلى مكان آخر.

دل هذا على أنه لا يصلح أن يبقى قبر في المسجد، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، ولعن من فعل ذلك، وأخبر أن هذا هو فعل اليهود والنصارى ([1]).

واليوم يتباهون في وضع القبور في المساجد - ولا حول ولا قوة إلا بالله-؛ لأن الشيطان زين لهم هذا، وعاكسوا وعاندوا سنة


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1330)، ومسلم رقم (529).