وفسر أبو أيوب
الأنصاري الإِْلْقَاءُ بِاليَدِ إِلَى التَّهْلُكَةِ بِتَرْكِ الجِهَادِ ([1]).
وصح عنه صلى الله
عليه وسلم: «إن النار أول ما تسعر بالعالم والمنفق والمقتول في الجهاد إذا فعلوا
ذلك ليقال» ([2]).
*****
قال تعالى: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ
بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
فسرها أبو أيوب
الأنصاري بأن معناها: ترك الجهاد؛ فإن ترك الجهاد إلقاء إلى التهلكة؛ لأن بتركه
يتسلط العدو على المسلمين، ويُهلك المسلمين؛ لأن الآية في سياق الجهاد، وهذا من
معاني الآية، فالآية تشمل هذا، وتشمل كل ما فيه خطر على الإنسان؛ فالإنسان منهي عن
المخاطرة، التي ليس فيها مصلحة راجحة.
كما في الحديث: «...فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ القُرْآنَ، وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ فُلاَنًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2512)، والترمذي رقم (2972).