×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ» ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم لرجل حرس المُسلمين ليلة على ظهر فرسه من أولها إلى الصباح لم ينزل إلا لصلاة أو قضاء حاجة: «قَدْ أَوْجَبْتَ، فَلاَ عَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ بَعْدَهَا» ([2]).

وذكر أبو داود عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([3]).

*****

قوله: «وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ»؛ أي: أنه إذا مات، يجري عليه عمله إلى يوم القيامة، لا ينقطع.

قوله: «وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ»؛ أي: في الجنة، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ [آل عمران: 169].

وقوله: «وَأَمِنَ الْفَتَّانَ»؛ أي: في القبر، الشهيد لا يمتحن في القبر.

قوله: «قَدْ أَوْجَبْتَ، فَلاَ عَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ بَعْدَهَا»؛ أي: يكفيك هذا العمل، أوجبت الجنة، فإذا لم تعمل بعد هذا، لم يضرك؛ لأنك أوجبت الجنة.

قوله: «أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»؛ أي: مصيبة؛ عقوبة له.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1913).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (2501)، والحاكم رقم (2433)، والطبراني في «الكبير» رقم (5619).

([3] أخرجه: أبو داود رقم (2503)، وابن ماجه رقم (2762).