وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَجْتَمِعُ شحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي وَجْهِ عَبْدٍ» ([1]).
وقال صلى الله
عليه وسلم: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ،
*****
لا يجتمع غبار في
سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبد، بل الغبار في سبيل الله يطرد دخان النار يوم
القيامة.
وكذلك الشح والإيمان
يتنافيان؛ فالشح الذي يحمل الإنسان على منع الزكاة، على منع النفقات الواجبة، على
منع الصدقات، فلا يجتمع الشح مع الإيمان الكامل، ليس كافرًا، ولكنه لا يكون مؤمنا
إيمانًا كاملاً، بل ينقص إيمانه بذلك.
قوله: «رِبَاطُ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»، الرباط: معناه الحراسة، الذي يحرس في سبيل الله، يحرس
المسلمين من العدو أن يدخل عليهم، أو يتسلل إليهم، أو يسهر يحرس الغزاة عن عدوهم،
هذا هو الرباط في سبيل الله، وهذ يوم وليلة خير من الدنيا وما فيها.
وقوله: «خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ»؛ لأن الصيام والقيام، وإن كان فيهما أجر، لكن فضلهما قاصر على العامل فقط، وأما الحراسة في سبيل الله، والرباط في سبيل الله، فإن نفعه يتعدى غير العامل، يتعدى إلى المسلمين؛ فالعمل الذي يتعدى نفعه أفضل من العمل الذي لا يتعدى نفعه.
([1]) أخرجه: النسائي رقم (3114)، وأحمد رقم (7480)، والحاكم رقم (2395).