فقالت طائفة:
«لأنها دار النسك؛ فهي وقف من الله على عباده».
وقالت طائفة:
«الإمام مخير في الأرض بين قسمتها وبين وقفها؛ لفعله صلى الله عليه وسلم ». قالوا:
«والأرض لا تدخل في الغنائم المأمور بقسمتها، لأن الله لم يحلها لأمةٍ غير هذه
الأمة» ([1]).
*****
وقيل: إنه صلى الله
عليه وسلم لم يفتحها عنوة، وإنما دخلها صلحًا، فقضية مكة هذه فيها خلاف.
والمسجد الحرام يشمل
الحرم كله داخل الأميال، قال تعالى: ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً
ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ﴾ [الحج: 25].
من أجل هذا لم
يقسمها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله عز وجل أوقفها، وسوى فيها بين القادم
والمقيم.
أي: لم يحل الغنائم لغير هذه الأمة، وأما الأمم السابقة، فلم تحل لهم الغنائم، وإنما كانوا يجمعونها، ثم تنزل نار من السماء، فتحرقها.
([1]) انظر: زاد المعاد (3/106).