×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فقالت طائفة: «لأنها دار النسك؛ فهي وقف من الله على عباده».

وقالت طائفة: «الإمام مخير في الأرض بين قسمتها وبين وقفها؛ لفعله صلى الله عليه وسلم ». قالوا: «والأرض لا تدخل في الغنائم المأمور بقسمتها، لأن الله لم يحلها لأمةٍ غير هذه الأمة» ([1]).

*****

وقيل: إنه صلى الله عليه وسلم لم يفتحها عنوة، وإنما دخلها صلحًا، فقضية مكة هذه فيها خلاف.

والمسجد الحرام يشمل الحرم كله داخل الأميال، قال تعالى: ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ[الحج: 25].

من أجل هذا لم يقسمها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله عز وجل أوقفها، وسوى فيها بين القادم والمقيم.

أي: لم يحل الغنائم لغير هذه الأمة، وأما الأمم السابقة، فلم تحل لهم الغنائم، وإنما كانوا يجمعونها، ثم تنزل نار من السماء، فتحرقها.


الشرح

([1] انظر: زاد المعاد (3/106).