وأحل لهم ديار
الكفار وأرضهم؛ لقوله تعالى: ﴿كَذَٰلِكَۖ
وَأَوۡرَثۡنَٰهَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [الشعراء: 59].
والنبي صلى الله عليه وسلم قسم من الأورض وترك،
*****
أحل لهم؛ أي: للأمم
السابقة، الله لم يحل لهم الغنائم، وإنما أحل لهم أراضي الكفار إذا استولوا عليها؛
كما قال موسى عليه السلام لقومه: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ
لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ﴾ [المائدة: 21].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي
ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ
ٱلصَّٰلِحُونَ﴾ [الأنبياء: 105].
وقال تعالى على لسان
موسى عليه السلام: ﴿إِنَّ
ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ
لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف: 128].
فالأمم السابقة كانت
تستولي على الأراضي، وتنتفع بها، وأما الأموال، فلا يستبيحونها، وإنما هذا من
خصائص هذه الأمة.
فإن الغنائم محرمة
على الأمم السابقة، وأما الأراضي، فإن الله أباحها لهم؛ كما في الآيات.
هذا في قوم فرعون؛
قال تعالى: ﴿فَأَخۡرَجۡنَٰهُم
مِّن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ ٥٧ وَكُنُوزٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ ٥٨ كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [الشعراء: 57- 59]؛
أي: أن أراضي القبط وأراضي الفراعنة أورثها الله عز وجل لبني إسرائيل المسلمين.
أي: أن الأراضي تارة يقسمها، وتارة يترك قسمتها.