×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقال صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَْرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَيَبْقَى فِي الأَْرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرْضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ» ([1]).

*****

قوله صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ»، هذا دليل على استمرار الهجرة.

وقوله: «فَخِيَارُ أَهْلِ الأَْرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ»؛ أي: أن أفضل المهاجرين من لزم مهاجر إبراهيم الخليل عليه السلام؛ أي: في الشام.

وهذا في آخر الزمان يرغب في سكنى الشام، وهي مهاجر إبراهيم عليه السلام؛ لأنه هاجر من ديار قومه من بابل في أرض العراق، لما حصل ما حصل بينه وبين الكفار بقيادة النمرود، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيٓۖ [العنكبوت: 26]، فهاجر عليه السلام إلى أرض الشام، وبقي فيها إلى أن توفي في الشام صلى الله عليه وسلم، ونقل بعض ذريته إلى مكة بأمر الله سبحانه وتعالى، فنقل ابنه إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر إلى مكة بأمر الله سبحانه وتعالى.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَيَبْقَى فِي الأَْرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرْضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ»، هذا في آخر الزمان؛ المؤمنون يهاجرون إلى أرض الشام، ويبقى الكفار في كفرهم وشرهم، وتقوم عليهم الساعة -والعياذ بالله-.

*****


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (2482)، وأحمد رقم (6952).