وساعدهم طمع بعض
الخائنين لله ولرسوله، ولم يستمر حتى كشف الله أمره، وبين خلفاء الرسل بطلانه ([1]).
ولم يأخذ صلى
الله عليه وسلم الجزية من عباد الأصنام.
فقيل: لا تؤخذ من
كافر غير هؤلاء ومن دان دينهم؛ اقتداء بأخذه وتركه.
*****
ساعدهم بعض الذين
يعلمون أن الوثيقة كذب، وإنما أمضوها؛ خيانة لله سبحانه وتعالى ولرسوله، ومجاملة
لليهود.
خلفاء الرسل هم
العلماء: «إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ» ([2]).
فالعلماء هم خلفاء
الرسل -بينوا بطلان هذه الوثيقة-؛ مثل: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
لم يأخذها من
الوثنين، وإنما أخذها من اليهود والنصارى على موجب الآية:
﴿مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ﴾ [التوبة: 29]، فهل
معنى ذلك أن الجزية خاصة بأهل الكتاب، ولا تؤخذ من سائر الكفرة؟ هذا خلاف بين أهل
العلم؛ كما يأتي.
بناء على ذلك أن
الرسول صلى الله عليه وسلم قيل: لا تؤخذ الجزية إلا من أهل الكتاب. هذا قول.
من أهل الكتاب، ومن دان بدين أهل الكتاب؛ لأن هناك طوائف من العرب دخلوا في اليهودية والنصرانية بحكم الجوار؛
([1]) انظر: زاد المعاد (3/137 - 138).