ومن تأمل السير
وأيام الإسلام، علم أن الأمر كذلك.
قالوا: وقد أخذها
من المجوس، ولا يصح أنه لهم كتابًا ورفع.
ولا
فرق بين عباد الأصنام وعباد النار، بل أهل الأوثان فيهم من التمسك بدين إبراهيم ما
لم يكن في عباد النار،
*****
أنه فرغ من العرب؛
لأنهم أسلموا.
أي: من تأمل هذا
القول؛ أنه لم يأخذها من العرب، لا لأنها لا تؤخذ من الوثنين، بل لأنهم أسلموا.
أخذها صلى الله عليه
وسلم من المجوس عبدة النار، قالوا: لأن لهم شبهة كتاب، ورُفع، ولكن هذا لم يثبت،
لم يثبت أن لهم كتابًا، ولم يثبت أنه رفع، إنما هذا قول لا دليل عليه، فهو أخذها
من المجوس؛ لأنهم مشركون، وبالتالي فإنها تؤخذ من كل مشرك من العرب ومن غيرهم،
وهذا هو القول الراجح عند الشيخ رحمه الله - وغيره.
بل عباد النار أشد
كفرًا من عباد الأصنام.
فإذا أخذت من
المجوس، وهم أشد كفرًا؛ فلأن تؤخذ من الكفار الذين دونهم من الكفر من باب أولى،
وهم الوثنيون من العرب، عبادة الأوثان أخف من عبادة النار؛ لأن عباد الأوثان عندهم
بقايا من دين إبراهيم عليه السلام؛ يحجون، ويعتمرون، وكذلك يصلون الرحم، ويحفظون
الجوار... إلى آخره، فعندهم بقايا من دين إبراهيم عليه السلام، وأما المجوس، فليس
عندهم شيء من الأديان.