×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فأنذر قومه، ثم أنذر من حولهم من العرب، ثم أنذر العرب قاطبة، ثم أنذر العالمين، فأقام بضع عشرة سنة ينذر بغير قتال.

*****

لذا يجب على الإنسان أن يتنبه إلى هذا الأمر، الدعوة لا بد أن تكون على موجب الوحي، على موجب ما سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أن تترك بلدك وأقرباءك على الشرك، وتذهب إلى الآخرين تدعوهم، فهذا مخالف لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يجدي شيئًا.

قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ [التوبة: 123]؛ أي: الذين يلونكم أول شيء، أما أن تذهب إلى الأبعدين، وتترك من حولك، فهذا لا يجدي شيئًا.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في منازلهم في منى في موسم الحج، يدعوهم إلى الله عز وجل، ويسمعهم القرآن؛ من حوله من العرب.

ثم أُمر أن ينذر العرب كافة، فصار يرسل إلى القبائل؛ يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ثم أمر أن يدعو العالم كله - العرب والعجم-، فكاتب الملوك والرؤساء؛ يدعوهم إلى الله عز وجل.

عرفنا مراحل الدعوة، وعرفنا نشأتها، بقي أن نعرف الجهاد متى بدأ؟

الجهاد لم يبدأ إلا بعد الهجرة، وأما قبل الهجرة ثلاث عشرة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مقتصر عن الدعوة، ومنهي عن القتال، مأمور بكف يده، كان القتال في مكة محرمًا؛ لأن المسلمين ضعاف، والكفار أقوياء؛ لذا


الشرح