×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم أذن له في القتال، ثم أمره أن يقاتل من قاتله، ثم أمره أن يقاتل المشركين، حتى يكون الدين كله لله.

ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة: أهل هدنة، وأهل حرب، وأهل ذمة، فأمره أن يفي لأهل الهدنة ما استقاموا، فإن خاف، نبذ إليهم، وأمره أن يقاتل من نقض عهده.

*****

 ثم أُمر بقتال من قاتل، قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ [البقرة: 190].

فأُمر صلى الله عليه وسلم بقتال من قاتل، والكف عن من لم يقاتل.

ثم أُمر بقتال الكفار، سواء من قاتل أو من لم يقاتل، هذه هي مراحل الجهاد في سبيل الله عز وجل.

صار الكفار بعد الإذن بالجهاد ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: أهل حرب: ليس بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهد، ولا ميثاق، ولا هدنة، فهؤلاء يقال لهم: الحربيون.

الصنف الثاني: أهل هدنة: بأن يعاهدهم على ترك القتال، وهم لا يقاتلونه؛ كما حصل في صلح الحديبية، هذه تسمى الهدنة.

الصنف الثالث: أهل جزية: وهؤلاء من يتركهم بشرط أن يدفعوا الجزية، ويدخلوا تحت حكم المسلمين، وهذا خاص بأهل الكتاب -اليهود والنصارى-، أو هو عام؟ كما سبق.

أهل الهدنة إذا استقاموا على العهد، ولم يخونوا، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يتركهم على عهدهم، إلى أن تتم المدة التي بينه وبينهم.


الشرح