×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

قال تعالى: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ[التوبة: 7].

وأما من خاف منهم الغدر، فإنه صلى الله عليه وسلم ينبذ إليهم عهدهم، ويعطيهم مهلة، إذا انقضت، يقاتلهم.

قال تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ [الأنفال: 58].

فقوله: ﴿فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ؛ أي: أعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم؛ حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواء، فلا يتوهموا أنك نقضت العهد بنصب الحرب معهم.

قال تعالى: ﴿فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ [التوبة: 2]؛ فيعطيهم مهلة، إذا خاف منهم الغدر.

وأما الذين لا يخاف منهم الغدر، فيُنهى عهدهم إلى أمده وإلى غايته، ثم بعد ذلك يقاتلهم.

فدين الإسلام دين وفاء، لا دين غدر وخيانة، دين وفاء حتى مع الكفار، قال سبحانه وتعالى: ﴿بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ [المائدة: 8].

فالإسلام دين وفاء ودين عدل، ولا يأخذ الناس بالخديعة والغرة، إنما يأخذهم على وضوح بينه وبينهم.

وقوله: «ما استقاموا»؛ أي: ما استقاموا على هدنتهم، ولم يخونوا، ولذلك بعد صلح الحديبية لما خان أهل مكة، غزاهم صلى الله عليه وسلم؛


الشرح