وألا تعدو عيناه
عنهم، وأن يعفو عنهم، ويستغفر لهم، ويشاورهم، ويصلي عليهم.
وأُمر بهجر من
عصاه وتخلف عنه حتى يتوب؛ كما هجر الثلاثة ([1]).
*****
يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ
بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ
مُرۡتَفَقًا ٢٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا
نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا ٣٠ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ
مِن ذَهَبٖ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرٗا مِّن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَّكِِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ
وحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقٗا﴾ [الكهف: 28- 31].
هناك بعض الجهال أو
بعض الزنادقة والمغرضين يقولون بأنه ليس هناك مانع من أن يصير الإنسان مؤمنًا أو
يصير كافرًا؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ﴾ بدون أن يقرأ بقية
الآيات: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ
أَحۡسَنَ عَمَلًا﴾، فهو يقتطع من الآيات التي يريدها، وتؤيد مقولته، ﴿فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن
وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ﴾ ويقول: هذه حرية الأديان.
هكذا أُمر صلى الله
عليه وسلم مع المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الشعراء: 215].
المؤمنون قد يصدر منهم شيء يقتضي هجرهم وتركهم،
([1]) كما في قصة الثلاثة الذين خلفوا في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (4418)، ومسلم رقم (2769).