وجمع له في آية
الأعراف مكارم الأخلاق كلها، فإن ولي الأمر له مع الرعية ثلاثة أحوال: فعليهم حق
يلزمهم له، وأمر عليه أن يأمرهم به، ولا بد من تفريط منهم في حقه، فأمر بأن يأخذ
مما عليهم مما سمحت به أنفسهم، وهو العفو، وأمر بأن يأمرهم بالعرف، وهو ما تعرفه
العقول السليمة، والفطر المستقيمة، وأيضًا أمرهم بالعرف لا بالعنف.
*****
قوله: «فعليهم حق
يلزمهم له»؛ أي: عليهم حق يلزمهم للراعي - ولي الأمر-، وهو السمع والطاعة
والانقياد لأمره، واحترامه وتوقيره، وعدم الكلام فيه في المجالس، وعدم انتقاده في
المجالس، هذا من حق الراعي على الرعية.
العرف أي: المعروف؛
يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويقيم الحدود.
سمي العرف بالمعروف؛
لأنه تعرفه الفطر السليمة.
يأمرهم -أيضًا- بالرفق لا بالعنف.