×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم خرج على رأس ستة عشر شهرًا، في مائة وخمسين من المهاجرين، يعترض عيرًا لقريش ذاهبة إلى الشام، فلما بلغ ذا العشيرة، وجدها فاتته ([1])، وهي التي تخرج في طلبها لما رجعت، فكانت وقعه بدر. ثم بعث عبد الله بن جحش إلى نخلة في اثني عشر رجلاً من المهاجرين،

*****

في هذه الغزوة خرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترضها، وهي ذاهبة إلى الشام، يريدون التجارة.

فقد كان من عادة قريش أنهم يتاجرون إلى الشام في الصيف، وفي الشتاء يتاجرون إلى اليمن: ﴿لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ ١ إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ [قريش: 1- 2].

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها في ذهابها إلى الشام، لكنها فاتته، ولما رجعت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها يريدها، فكانت وقعة بدر المعروفة.

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش رضي الله عنه إلى بطن نخلة -بين مكة والطائف-؛ يترصد أخبار المشركين وأحوال المشركين، فحصل ما حصل من الصحابة، وأنهم قتلوا رجلاً من أهل مكة في آخر ذي القعدة، وهو شهر محرم، فعند ذلك طار المشركون فرحًا بهذا الخطأ الذي حصل، وهو أن المسلمين لم يحترموا الشهر المحرم، فقتلوا هذا الرجل في آخره، وقالوا: إن المسلمين يستبيحون الأشهر الحرم، التي حرم الله عز وجل فيها القتال.


الشرح

([1] انظر: سيرة ابن هشام (1/598)، وطبقات ابن سعد (2/6).