×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

كل اثنين يعتقبان على بعير، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصدون عيرًا لقريش ([1]).

*****

قال تعالى: ﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [الأنفال: 34].

هذه جريمة أن تخرجوا المسلمين من المسجد الحرام، وهم أولياؤه، وأنتم لستم أهلاً له.

وقوله تعالى: ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ [البقرة: 217]؛ أي: إن صدكم للمسلمين عن الإسلام، وتعذيبكم لمن أسلم، وفتنة المسلم في دينه؛ حتى تردوه إلى الكفر بعد إيمانه، فهذه الجرائم أشد وأكبر عند الله من القتل. فهذه الجرائم عند المشركين، ولم يعتبروها شيئًا، ويتلمسون من المسلمين هذا الخطأ الذي حصل.

وهكذا هي عادة أهل الباطل؛ يتلمسون الأخطاء التي عند المسلمين - وإن كانت يسيرة-، وينسون أو يتجاهلون ما عندهم من الجرائم العظيمة، التي تفضحهم، وفي هذا دليل على مشروعية الرد على أهل الباطل، وعدم السكوت عن شبههم وباطلهم.

قوله: «كل اثنين يعتقبان على بعير»؛ يتعاقبون على البعير من قلة الظهر معهم.

لأن قريشًا يتاجرون -أيضًا- مع أهل الطائف؛ فيجلبون من الطائف الزبيب والأُدم والجلود، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرسل من يترصد


الشرح

([1] انظر: سيرة ابن هشام (1/601)، وطبقات ابن سعد (2/7).