×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ولما صدع صلى الله عليه وسلم بأمر الله، وصرح لقومه بالدعوة، وبادأهم بسب آلهتهم، وعيب دينهم، اشتد أذاهم له، ولمن استجاب لهُ.

وهذه سنة الله عز وجل في خلقه؛ كما قال تعالى: ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ [فصلت: 43].

وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ [الأنعام: 112].

*****

فالقريب منه دعاه مباشرة، والبعيد كاتبه؛ كتب صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر وإلى ملوك الأرض، يدعوهم إلى الله عز وجل.

صبروا، ولم يقولوا - مثلما يقال الآن-: نحن نتمسك بديننا، وليس علينا منهم، كل له دينه، أو يقول: ﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 6]، ويستدل بالآية على ترك الناس، والآية إنما هي في الولاء والبراء، إعلان للولاء والبراء، وليست مصالحة مع الكفار، وإنما فيها تصريح بالبراءة منهم.

يقولون: يجب عدم التعرض للعقيدة؛ لأن هذا من شأنه تفريق الناس، كل له دينه، وكل له قناعاته. هذا كلام باطل وإلحاد -والعياذ بالله-.

الله جل وعلا يسلي رسوله، لا يقول له: اترك ما أنت عليه، واصبر، ولا تبادرهم، لا تقل لهم شيئًا. الله لا يأمره بهذا، بل يأمره بالصبر؛ فما يقال لك من الأذى ومن الكلام السيئ، إلا ما قد قيل للرسل من قبلك، الرسل من قبلك جرى عليهم ذلك.

هذا من التسلية له، والتشجيع له على الاستمرار:


الشرح