×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ [الذاريات: 52، 53]،

*****

﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ١١٢ وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡ‍ِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ [الأنعام: 112، 113].

انظر بدأ سبحانه بقوله: ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ؛ لأنهم أخطر.

وفي قوله: ﴿وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡ‍ِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ، هذا ابتلاء وامتحان، هذه حكمة من الله عز وجل؛ ليتبين الذين يؤمنون بالآخرة، والذين لا يؤمنون بالآخرة.

وقوله: ﴿وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ، لولا هذا ما تبينوا، وصار الناس كلهم سواء، كلهم ظاهرهم طيب، لكن لا بد من الابتلاء والامتحان.

وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا [الفرقان: 31]، هذا فيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم، وتسلية لأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاة إليه.

ألا تسمعون وتقرؤون عن أذى الملاحدة والعلمانيين والليبراليين، كل هذا نموذج مما سبق، وليس جديدًا، ولكن هذا يحتاج إلى صبر، ويحتاج إلى استمرار في الدعوة، والصدع بالحق، رضى من رضي، وسخط من سخط.

قال الله جل وعلا لنبيه في آخر سورة الذاريات: ﴿كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ [الذاريات: 52، 53].


الشرح