×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

حقيقة الحج

قال اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ [آل عمران: 97].

في هَذِهِ الآْيَةِ الكريمةِ يُبَيِّنُ اللهُ عز وجل أنَّ مِنْ حَقِّه عَلَى عِبَادِهِ أن يَحُجُّوا هذا البيت.

والحج معناه:

لُغَةً: القصد.

وشَرْعًا: أن يقصد المسلمون هذا البيتَ لأداءِ المناسكِ تقرُّبًا إلى اللهِ سبحانه وتعالى، فهذا البيتُ محلٌّ للعبادة، والمعبودُ هو اللهُ عز وجل، وقد جُعِلَ هذا البيتُ مثابةً للناسِ وأَمْنًا تُؤدَّى عنده وحَوْلَهُ المناسكُ.

وهذا البيت هو أوَّلُ مسجد وُجِدَ في الأرض، وأوَّلُ بيت وُضِعَ للناس، حيث أَمَرَ اللهُ إبراهيمَ عليه السلام ببنائه، وبيَّن له مكانه ﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِي شَيۡ‍ٔٗا وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [الحج: 26].

فهذا البيتُ مبنيٌّ عَلَى التوحيد والإخلاص لله عز وجل وَهُوَ مكانٌ للعبادة، والذي يُعبَد هو اللهُ عز وجل، وإنما هذا البيتُ مكانٌ للعِبَادَةِ، وهذه المشاعر مكانٌ لِعِبَادَةِ الله عز وجل بالحج، وإلا فاللهُ يُعبَد في كل مكان، لكن عِبَادَة الله بالحجِّ والعُمْرَة مختصة بهذا البيت؛ فقوله تَعَالَى: قال: لله. لا للبيت أي: قَصْدُهُ لأداء العبادة لله عنده.

فالحجُّ إنما هو لله عز وجل، وأما البيت فإنه مكان للحج ومكان للعبادة.

وربُّك يخلق مَا يشاء ويختار، فاختارَ هذا المكانَ لأداءِ مَنَاسِك الْحَجِّ والعُمْرَةِ، وكذلك يختار عز وجل من بني آدم؛ فقد اختار منهم الرُّسُلَ والأنبياءَ، ويختار من الزمان أيضًا؛ فاختار شهر 


الشرح