بيَّن اللهُ لنا
الطريقَ، ووضَّحَ لنا سبيلَ النجاةِ، وأَمَرَنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ
تَهۡتَدُواْۚ﴾ [النور: 54] ﴿وَأَطِيعُواْ
ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [النور: 56]، ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ
ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ
إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7].
وقال صلى الله عليه
وسلم: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إلاَّ مَنْ أَبَى»، قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ،
وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى» ([1]). فإذا كنتَ تريد
الجَنَّة، وتريد النَّجاةَ والقبولَ من الله، فعَلَيْكَ باتِّباعِ الرسول صلى الله
عليه وسلم، ودَعْ عنكَ العاداتِ والبِدَعَ والتقليدَ الأعمى، دَعْ عنكَ هذا
كُلَّهُ إِذَا كنتَ تريد النَّجاةَ، أما إِذَا كُنْتَ تريد العِنَادَ والتقليدَ
الأعمى، فلك مَا اخترتَ لنفسك، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
والحاصل: أن يومَ عَرَفَةَ
يومٌ عظيمٌ، وما رُئِيَ الشيطانُ أَصْغَرَ ولا أَحْقَرَ ولا أَدْحَرَ مِنْهُ فِي
يومٍ كيومِ عَرَفَةَ؛ لِمَا يُرَى مِنْ تنزُّلِ الرَّحْمَةِ، وتَجَاوُزِ اللهِ عن
ذُنُوبِ عِبَادِهِ، فإنه يُصِيبه - والعياذ بالله - الهمُّ والصَّغارُ والذِّلَّة
والحَقَارة؛ لأنهم خرجوا مِنْ قبضته إلى ربهم سبحانه وتعالى، وتخلَّصُوا من شرِّه
فِي هذا الموقف العظيم.
الدَّفْعُ من
عَرَفَة:
فإذا غربت الشمس، فإن مَنْ وَقَفَ فِي النَّهارِ، ينصرفُ إلى مُزْدَلِفَة، وأمَّا مَنْ لَمْ يَأْتِ إلاَّ بعد غروب الشمس، فإنه يقف مَا تيسَّر له، ويدعو، ثم ينصرف متى شاء، فالانصراف لِمَنْ أتى بعد الغروب مُطْلَقٌ، ولو مَرَّ مرورًا وَهُوَ مُحْرِمٌ بالحجِّ ولم يجلس، أو جَلَسَ فيها ساعةً أو ساعتين كَفَى لأنه ليس له حَدٌّ.
الصفحة 1 / 150