×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

الوقوف بِعَرَفَةَ

تنبيهٌ مهمٌ: السُّنَّةُ أن يكون الحاجُّ مُفْطِرًا غيرَ صائمٍ فِي هذا اليوم؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

فإذا أصبحوا صَبِيحَةَ اليومِ التاسعِ «يوم عَرَفَة»، فإنهم يتوجَّهون إلى عَرَفَة؛ سواءٌ الذين باتوا فِي مِنًى، والذين لم يَبِيتُوا فيها، وعَرَفَةُ هي المكان المعروفُ بعدما تتجاوزُ المُزْدَلِفَةَ، وتتجاوزُ نَمِرةَ، وبعدما تتجاوزُ واديَ عُرَنَةَ؛ فإنك تدخل بِعَرَفَةَ، وعَرَفَةُ ليسَتْ من الحَرَمِ، بل هي مَشْعَرٌ من مَشَاعِرِ الْحَجِّ وليست حَرَمًا، وحُدُودُها مُبَيَّنَةٌ -ولله الحمد- بالعلامات واللوحات من جميع الجِهَات، وهي فضاءٌ واسعٌ، لا يتضايق فيها الحُجَّاجُ؛ لِسَعَتِهَا.

فالمُهِمُّ أنَّ الحاجَّ يتأكد مِنْ كَوْنِهِ فِي عَرَفَة، وينزل فِي أي مكان منها؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَاهُنَا، - يعني: عند الجبل - وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([1]).

وعُرَنَةُ: الوادي الَّذِي بعد نَمِرَة، فبَيْنَ نَمِرَة وبَيْنَ عَرَفَة وادٍ يُسمَّى: وادي عُرَنَة، وهي ليس من نَمِرَة، ولا من عَرَفَة، بل هو فاصلٌ بينهما، وهذا لا ينزل فيه أحدٌ، وإنما الحُجَّاجُ يدخلون فِي عَرَفَة، ويتأكدون من منزلهم؛ هَلْ هو داخل العلامات، أو خارجها، وهي مُبيَّنة ومُوَضَّحة، وليس فيها غموض.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (3012)، ومالك في «الموطأ» رقم (166)، وأحمد رقم (16751).