×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

فينزل الحُجَّاج فِي عَرَفَة من الضحى، ويعرفون أماكنهم ويستريحون مع التلبية وذكر الله عز وجل، والتهيُّؤ للوقوف، فإذا زالت الشمسُ، ودَخَلَ وقتُ الظُّهْرِ، فإنهم يُصَلُّون الظهر والعصر جَمْعًا وقَصْرًا؛ يؤذِّن المؤذنُ، ثم يُقِيمُ لصلاة الظهر، ويصلونها ركعتين كُلُّ جماعةٍ يُؤَذِّن لهم مُؤَذِّنٌ منهم ويُقِيمُ، ويُصَلُّون العصر ركعتين؛ فيَجْمَعُونَ العصر مع الظهر جَمْعَ تقديمٍ بأذانٍ واحدٍ، وإقامتين، لأَِجْلِ أن يتفرغوا للدعاء والوقوف.

الوقوف بِعَرَفَةَ:

ثم يبدأ الوقوف من زوال الشمس «دخول وقت الظهر»، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، وكُلُّهُ وقتٌ للوقوف، فالأمر موسع ولله الحمد، والوقوفُ معناه: أن الإنسان ينوي بقلبه الوقوف بِعَرَفَةَ؛ لأن الوقوفَ عَمَلٌ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]).

فينوي الوقوفَ بقلبه، ويدعو اللهَ عز وجل مُتَوَجِّهًا إلى القِبْلَةِ؛ سواءٌ كَانَ واقفًا عَلَى قدميه، أو راكبًا، أو مضطجعًا، أو جالسًا، وهذا معنى الوقوف، فلينوِ الوقوفَ، ويدعُ اللهَ، وليكن فِي حال الدعاء مُتَوَجِّهًا إلى القِبْلَةِ، لا يتوجَّه إلى الجبل كَمَا يظن العوامُّ أن عَلَى الواقف أن يتوجَّه للجبل، أو يذهب إلى الجبل، ويصعد عليه، فهذا جهلٌ لا أصل له، وفيه تعب، لا سيما عَلَى المرضى وكبار السن والصغار والنساء، وفيه خطرُ التعرُّض لحرارة الشمس فِي الصيف.

فالذهاب إلى الجبل، أو النظر إليه، أو الصعود عليه؛ كُلُّ هذا لا أصل له، وَهُوَ بدعةٌ، وأشدُّ من ذَلِكَ الذين يتبركون بالجبل،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).