سُنَنُ الطواف للقدوم أو للعمرة أولاً: الاضطباع: مِنْ سُنَنِ
الطَّوَاف الأوَّلِ الَّذِي هو طَوَافُ العمرة، أو طواف القدوم؛ أَنَّهُ إِذَا وصل
إلى المَطَاف، فإنه يَضْطَبِعُ بالرِّدَاءِ؛ بمعنى: أَنَّهُ يجعل وَسَطَ الرِّداءِ
تحت كتِفِه الأيمنِ، ويجعل طَرَفَيْهِ عَلَى كَتِفِهِ الأيسرِ، فيكون الكتِفُ
الأيمنُ مكشوفًا هو والعَضُدُ، ويكون الكَتِفُ الأيسرُ مستورًا بالرداءِ، وهذا هو
الاضطباع. فالاضطباع: إبداء الضبع، وَهُوَ الكَتِفُ والعَضُدُ؛ اقتدًاء
بالنبي، ولأن هذا فيه إظهارٌ للقوة، وإعانةٌ للطائف عَلَى أن يتحرَّك بقوة، فيضطبع
للطواف الأول، سواء كَانَ طوافَ عُمْرَةٍ، أو طوافَ قُدُومٍ، من بداية الطَّوَاف
إلى نهايته. فإذا انتهى الطَّوَافُ،
أعاد الرداء إلى حالته، وسَتَرَ الكتفين، فالكَتِفَان مستوران بالرداء قبل
الطَّوَاف وبعد الطَّوَاف، وإنما يُكشَف الكتف الأيمن فِي حالة الطَّوَاف فقط،
ويغلط فِي ذَلِكَ بعض الناس - وهم كثيرٌ الآن - فإنهم إِذَا أحرموا من المِيقَات
اضطبعوا، وهذا غَلَطٌ، لأنه ليس مشروعًا، فلا يضطبع إلاَّ عند بداية الطَّوَاف،
وإذا انتهى الطَّوَاف أعاد الرداء عَلَى كتفيه وسَتَرَهما، وهذا هو المشروع. أما طوافُ الإفاضة،
فإذا نَزَلَ الإنسانُ من مِنًى يوم العيد لطواف الإفاضة وَهُوَ مُحْرِمٌ، فإنه لا
يضطبع ولو كَانَ مُحْرِمًا؛ لأن هذا شيءٌ لم يَرِدْ عن النبي.
الصفحة 1 / 150