×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

بِدَعٌ مستحدثة فِي أعمال الْحَجِّ والعُمْرَة وَفِي مكة

وعلى المسلم مَا دام أنه فِي هَذِهِ الأماكن المباركة - فِي مكة - فعليه أن ينتهز الفرصة للعبادة، ويقضي أوقاتَ فراغِهِ فِي العبادة، وأن يُصلِّي فِي الحَرَم الصلواتِ الخمسَ؛ لأن الصلاة الواحدة فِي المسجد الحرام بمائة ألفِ صلاةٍ فيما سواه، فهي فرصةٌ عظيمةٌ للمسلم فِي أن يَعْتَكِفَ فِي المسجد الحرام أو فِي غيره من مساجدِ مَكَّةَ وأن يصلِّيَ النوافلَ والفروضَ، ويَذْكُرَ اللهَ بتلاوة القرآن، والتسبيحِ، والتهليلِ، والتكبيرِ، وينتهزَ هَذِهِ الساعاتِ وهذه الأيامَ فِي طاعة الله زيادةً فِي الخير، فِي هَذِهِ البلادِ المباركةِ -مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ-.

قال تَعَالَى: ﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة: 158]. عَلِيمٌ بأعمالك، فلا يخفى عَلَيْهِ شيءٌ منها، ولا يترك شيئًا من حسناتك، بل يحفظها، ويُضاعِفُها لك، لا يَضِيعُ عنده شَيْءٌ ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا [الكهف: 30]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النساء: 40].

فعليك أيها المسلم: وقد منَّ اللهُ عليك بالقدوم إلى هَذِهِ البلدةِ المباركةِ، والمَشَاعِرِ المباركةِ أن تنتهز فُرْصتَكَ فيها فِي الأعمالِ الصالحةِ، وأما الذين يُضيِّعون أوقاتَهم بالكسل، والنوم، والغفلة، فإنهم يخسرون هَذِهِ الأوقات الفاضلة، وهذه الأمكنة الفاضلة.

وأشد من ذلك: الذين يُضيِّعون لَيْلَهم ونهارَهم ونفقاتِهم، بل يُضيِّعون حَجَّهم وأعمالَهم بالشِّركيات وَفِي الزيارات المبتدعة إلى جبل حراء وجبل ثور، ويُضيِّعون أوقاتهم بالبدع، فهذه بِدَعٌ فيها إثمٌ ولا تُشرَع زيارةُ غارِ


الشرح