وقال الله عز وجل: ﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ﴾ [البقرة: 150]، فالاعتكاف والصلاة يُؤَدَّيان في كل مكان.
أما الطَّوَاف فإنه لا يجوز إلاَّ بهذا البيت؛ فلا يجوز الطَّوَاف بالقبور، ولا الطَّوَاف بالأضرحة، ولا الطَّوَاف بالمَقَامَات؛ لأن هذا مِمَّا لم يشرعه اللهُ سبحانه وتعالى ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21] والله إنما شَرَع الطَّوَاف بهذا البيت خاصَّةً، ومعنى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ﴾ [آل عمران: 97]؛ أي: يَجِب عليهم قَصْدُ البيت لأداء المناسك وجوبًا كفائيًّا كُلَّ سَنَةٍ بالنسبة للمجموعة، أما بالنسبة للأفراد فيجب الْحَجُّ مرَّةً واحدةً في العمر عَلَى المستطيع.
كما قَالَ عز وجل للخليلِ إبراهيمَ لَمَّا فرغ من بناء البيت: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ﴾ [الحج: 27- 28].
فهذا البيت هو مكان الْحَجِّ والعُمْرَة والطَّوَاف.
****