×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

أنواعُ ذِكْرِ اللهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيقِ

1- رَمْيُ الْجِمَارِ:

ومِنْ ذِكْرِ اللهِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ: رَمْيُ الْجِمَارِ الثَّلاَثِ: الْجَمْرَةِ الصُّغْرَى التي تَلِي مِنًى، ثُمَّ الْوُسْطَى، ثُمَّ الْكُبْرَى، وَهِيَ الأَْخِيرَةُ التي رَمَاهَا يومَ العيدِ تكونُ هي الأخيرةَ فِي الرَّمْيِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، هذا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عز وجل.

وَقْتُ الرَّمْيِ:

ووَقْتُ الرَّمْيِ يبدأُ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ فِي اليومِ الْحَادِي عَشَرَ وما بَعْدَهُ؛ أَيْ إِذَا دَخَلَ وَقْتُ الظُّهْرِ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْتَظِرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ حتى تَزُولَ الشَّمْسُ، ثم يَذْهَبُ ويَرْمِي الْجَمَرَاتِ، وكَانَ أَصْحَابُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، يَتَحَيَّنُونَ زَوَالَ الشَّمْسِ، فإذا زالَتْ، رَمَوا الْجَمَرَاتِ، فدَلَّ عَلَى أن الرَّمْيَ قَبْل الزَّوَالِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ لا يَجُوز ولا يُجْزِئُ؛ لأنَّهُ فَعَلَهُ قَبْلَ وَقْتِهِ كالصَّلاَةِ قَبْلَ وَقْتِهَا، ولو كَانَ جَائِزًا لَبَيَّنَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولَوْ بَيَّنَهُ لَفَعَلَهُ أصحابُهُ، ونَقَلُوهُ لنا، فلم يُبَيِّنْهُ صلى الله عليه وسلم، بل كَانَ يَنْتَظِرُ حتى تَزُولَ الشَّمْسُ، فدَلَّ عَلَى أنَّ الرَّمْيَ قبل زوالِ الشَّمْسِ لا يَجُوزُ، ولا يُجْزِئُ؛ لأنَّهُ رَمَى قبل الوَقْتِ، فهو كَمَا لو صَلَّى الفريضةَ قبل الوقتِ، وإنما يَبْدَأُ الرَّمْيَ من زَوَالِ الشَّمْسِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، ويستمر إلى غُرُوبِهَا.

وهذا مَا عَلَيْهِ جمهورُ أهلِ العلمِ أَنَّهُ من زَوَالِ الشمسِ إلى غروبها، فإن لم يتمكَّنْ من الرَّمْيِ قبل غُرُوبِ الشَّمْسِ، فإنه يَرْمِي بعد الغُرُوبِ بعد صلاةِ المغربِ، أو بعد صلاةِ العشاءِ؛ لأنه كُلُّه يَدْخُلُ فيما بعد


الشرح