رمضان، واختار
أَشْهُرَ الحج، فهو يختار سبحانه وتعالى من الأمكنة ومن الأزمنة ومن الملائكة ومن
البشر، يختار عز وجل مَا يعلم أَنَّهُ محلٌّ للاختيار؛ فالله ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [الحج: 75]، ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ﴾ [القصص: 68].
تطهير البيت:
أَمَرَ اللهُ
إبراهيمَ وإسماعيلَ عليهما السلام أن يُطهِّرا هذا البيتَ، من النجاسة
الحِسِّيَّة، يعني: أَمَرَهُما أن يكون هذا المكانُ طاهرًا من النجاسات والقاذورات؛
لأنه مكان صلاة، ومكان عبادة، ويُطَهِّرانه كذلك الطَهَارَة المَعْنَوِيَّة؛ بأن
يُطَهِّراه من الشِّرْك والبِدَع والخُرَافات.
اختصاص البيت
بالطَّوَاف:
قال اللهُ تَعَالَى:
﴿أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ
لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].
لماذا بدأ بالطائفين؟ لأن الطَّوَاف خاصٌّ بالبيت، فلا يُطاف إلاَّ بِالْبَيْتِ العتيق، وأما الصلاة، فتُشرَع في كل مكان، والاعتكاف -وَهُوَ لُزُوم المسجد لطاعةِ الله - يُشرَع في كل مسجدٍ من الأرضِ ﴿وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾، أي: وطَهِّراه للرُّكَّع السُّجُود، والمقصود: الصلاة. وهي تُفعَل في كل مكان، وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ لِي الأَْرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([1]).