×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

استحباب زيارة مسجد قُبَاء والبقيع

يُستحَبُّ لزائرِ المدينةِ أن يَزُورَ مسجدَ قُبَاء، ويُصلِّي فيه؛ لما فِي «الصحيحين» من حديث ابن عمر قال: «كَانَ النَّبِيُّ يَزُورُ مَسْجِدَ قُبَاءٍ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، وَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ» ([1]).

وعن سهل بن حنيف قال: قَالَ رسولُ اللهِ: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَصَلَّى فِيهِ صَلاَةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ» ([2]). رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، واللفظ له، والحاكم.

ويُسَنُّ له زيارةُ قُبُورِ البَقِيعِ، وقُبُورِ الشُّهَدَاءِ، وقَبْرُ حَمْزَةَ؛ لأنَّ النبيَّ كَانَ يَزُورُهم، ويدعو لهم، ولقوله: «زُورُوا الْقُبُورَ؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآْخِرَةَ» ([3]). أخرجه مسلم.

وكان النبيُّ يُعَلِّم أَصْحَابَهُ إِذَا زاروا القُبُورَ أن يقولوا: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤَمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» ([4]) أخرجه مسلمٌ مِنْ حديثِ سليمان بن بريدة عن أبيه.

وأخرجَ الترمذيُّ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مَرَّ النبيُّ بقبورِ المدينةِ، فأَقْبَلَ عليهم بوجهه، فقال: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ، يَغْفِرُ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ سَلَفُنَا وَنَحْنُ بِالأَْثَرِ» ([5]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1191)، ومسلم رقم (1399).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (1412)، والنسائي رقم (699)، وأحمد رقم (15981)، والبيهقي في «الشعب» رقم (3893).

([3])أخرجه: مسلم رقم (976).

([4])أخرجه: مسلم رقم (249).

([5])أخرجه: الترمذي رقم (1053)، والطبراني في «الكبير» رقم (12613).