×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 الأنساك التي يُحرِم بها المسلم

جاءت الأدلة عَلَى أن المسلم يُخَيَّر بين ثلاثة مناسك:

الأول: التمتُّع.

والثاني: القِران.

والثالث: الإفراد.

فمَنْ يريد الإحرام فإنه يُخيَّر بين هَذِهِ الثلاثة.

النسك الأول: التمتع:

وهو أن يُحرم بالعُمْرَة فِي أشهر الحج، ثم إِذَا وصل إلى مكة، فإنه يَطُوف ويَسْعَى للعُمْرَة، ويَحْلِق أو يُقَصِّر من رأسه، وينتهي من العُمْرَة، ويُحِلُّ من إحرامه، ويعود حلالاً كَمَا قبل الإحرام، ثم إِذَا كَانَ يوم التروية - يوم ثمانية من ذي الحجة - فإنه يُحْرِمُ بالحج، ويكون عَلَيْهِ فِدْيَةُ التَّمَتُّع، قَالَ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ [البقرة: 196].

هذا هو التَّمَتُّع، وسُمِّيَ تَمَتُّعًا؛ لأنه يأتي بُنسُكَيْن فِي سَفَرٍ واحدٍ، فيكون قد وَفَّرَ سَفَرًا للحج وسَفَرًا للعُمْرَة وأتى بالعُمْرَة والحجِّ فِي سَفَرٍ واحدٍ، وهذا تيسير من الله سبحانه وتعالى عَلَى عباده؛ لأنهم يأتون من أمكنةٍ متباعدةٍ، ويشق عليهم أن يُفْرِدُوا العُمْرَة بسَفَرٍ، والحج بِسَفَرٍ، فهم يشكرون الله عز وجل عَلَى هَذِهِ النعمة، ويذبحون هَدْيَ نُسُكٍ، وليس هَدْيَ


الشرح