×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

رمي الجمرة الكبرى

إذا انصرفَ الحُجَّاجُ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إلى مِنًى، سواءٌ أصحابُ الأعذارِ المُرَخَّص لهم بعد منتصف اللَّيْل، أو الذين انصرفوا بعد صَلاَةِ الفجر وقُبَيْلَ طُلُوعِ الشمسِ، فأوَّل شَيءٍ يبدؤون به حينما يَصِلُونَ إلى مِنًى رَمْيُ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ؛ لأنَّ رَمْيَ الجَمْرَةِ هو تَحِيَّةُ مِنًى، فيبدؤون بِرَمْيِ الجَمْرَةِ، ثم بعد طلوعِ الشمسِ وارتفاعِهَا، مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، يَنْحَرُ هَدْيَهُ، ثم يَحْلِقُ رَأْسَهُ ثم يتحلَّل من إحرامه.

ويبقى عَلَيْهِ طَوَافُ الإفاضةِ والسَّعْيِ، فيتحلَّل من إحرامه التحلُّلَ الأوَّلَ، الَّذِي يُبِيحُ له محظوراتِ الإحرامِ ماعدا زوجته، فإذا طَافَ وسَعَى، حَلَّتْ له زوجتُهُ، وحَلَّ له كُلُّ شيءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ بالإحرامِ، وهذا هو التحلُّلُ الثاني، فعندنا يومُ العِيدِ أربعةُ أشياء:

أَولاً: رَمْيُ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ.

ثانيًا: نَحْرُ الْهَدْيِ.

ثالثًا: الْحَلْقُ أو التَّقْصِيرُ.

رابعًا: الطَّوَافُ والسَّعْيُ.

ويؤجِّلُ الطَّوَافَ والسَّعْيَ إلى أن يَجِدَ فُرْصَةً، ولو مِنَ الغَدِ، ولو بعد غَدٍ، فلا بأس لكن كَوْنه يفعل هَذِهِ الأشياءَ الأربعةَ يوم العيد أفضلُ، وبالترتيب، فإنْ قَدَّمَ بَعْضَها عَلَى بَعْضٍ، فلا بأس، فلو حَلَقَ قبل أن يَرْمِيَ، ولو ذَهَبَ إلى البيت وما مَرَّ عَلَى مِنًى، بل ذَهَبَ من مُزْدَلِفَة إلى الكعبةِ وطَافَ، فلا بأس، فما سُئِلَ صلى الله عليه وسلم فِي هذا اليومِ عن شيءٍ قُدِّم ولا أُخِّر إلاَّ قال: «افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (83)، ومسلم رقم (1206).