×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

معنى الإحرام ومكانته فِي الحج

أوَّلُ أعمال الْحَجِّ والعُمْرَةِ الإحرامُ، فما معناه؟

الإحرام لغةً:

الإِحْرَامُ: مصدر أَحْرَمَ، ومعناه: المَنْعُ؛ لأنَّ الإنسان إذا دَخَلَ فِي الإحرام وَجَبَ عَلَيْهِ تجنُّبُ أمورٍ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مُزَاوَلَتُهَا؛ لأنَّ الْمُحْرِمَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ أشياءُ؛ فلذلك سُمِّيَ الدُّخُولُ فِي النُّسُكِ بالإحرام؛ لأنه يُحَرِّمُ عَلَى المُحْرِمِ أشياءَ كانت مُباحةً له قبل الإحرام، هذا من حيث المعنى اللغوي.

والإحرام شرعًا:

هو: نية الدخول فِي النُّسُك، فإذا نَوَى الدخولَ فِي النُّسُكِ، فقد أَحْرَمَ؛ بمعنى: أَنَّهُ يتجنَّب أشياء كانت تُبَاحُ له قبل ذلك، والنِّيَّةُ مَحَلُّها القَلْبُ، وليس باللسان، وإنما قولُ اللسانِ والعملُ بالجوارحِ تَابِعَانِ لِنِيَّةِ القلب؛ فأساسُ الإحرامِ هو النِّيَّةُ بالقلب، كَسَائِرِ الأعمالِ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، ولا يجوز التلفُّظُ بالنِّيَّةِ لأنه بدعةٌ، والله يَعْلَمُ مَا فِي قلبك، فلا حاجة للتلفُّظِ، ولكن لك أن تتلفَّظَ بالنُّسُكِ الَّذِي تَنْوِيهِ، فتقول: لَبَّيْكَ حَجًّا أو عُمْرَةً أو حَجًّا وعُمْرَةً مُتَمَتِّعًا بها إلى الحج.وقد جعلَ اللهُ للإحرامِ مواقيتَ زمانيةً ومواقيتَ مكانيةً، وبيانُها عَلَى الوجه الآتي تفصيله.

****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).