هذا معنى قول: لا شَرِيكَ لك، فينبغي أن يُخْلِصَ الإنسانُ نِيَّتَهُ وقَصْدَهُ لله
عز وجل فِي هذا الموقفِ وَفِي غيره، فيتذكَّر التوحيدَ، ويخاف من الشِّرْك، ويتوب
إلى الله عز وجل، واللهُ يتوب عَلَى مَنْ تابَ، إِذَا كَانَ الإنسانُ فيما سبق عنده
شِرْكٌ، أو خَلَلٌ فِي العقيدة، فإنه يَجِب عَلَيْهِ أن يَتُوبَ إلى الله قَبْلَ
الإحرام، والله يَقْبَلُ التوبةَ مِنَ المُشْرِكِ، والكافرِ والمُذْنِبِ إِذَا
تَابَ إلى الله، فاللهُ يَقْبَلُ التوبةَ ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ
ٱلسَّئَِّاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
ولا يَبْقَى
الإنسانُ عَلَى عقيدته الفاسدة وعلى مَا هو عَلَيْهِ من الشِّرك؛ فإن هذا لا يصح
معه عَمَلٌ، فعلى المسلم أن يتذكَّر، ويعلم أن التلبية ليست لفظًا يُقال باللسان
فقط، إنما هي لفظٌ يُقال باللسان، ويُتدبَّر ويُتأمَّل ويُعمَل به، إِذَا قلتَ:
لا شريك لك، فكيف تقول: يا عليُّ! يا حسينُ! يا عبد القادر! يا فلان!
أنقذني، يا فلان! ادفع عني كذا؟! هذا تناقض، فعليك أن تتنبَّه لهذه التلبية، وما
معناها؛ هَلْ هي لَفْظٌ يُقال باللسان فقط؟ لا بَلْ لَهَا معنى، فتدبَّرْه، واعْمَلْ
به، والتَزِمْهُ، وَفَّقَ اللهُ الجميع لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى.
****
الصفحة 2 / 150