×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

المبحث الخامس: عَقِيدتُه:

يُعدُّ الإمامُ أبو بكرِ بن أبي داودَ السِّجسْتانِيُّ مِن أئِمَّةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، ومِنَ المُتَّبِعينَ للكِتابِ والسُّنَّةِ، وكانَ حنبَلِيَّ المَذهبِ فِي الفُروعِ، مُتَّبِعًا للإمامِ أحمدَ إمامِ أهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ فِي الأصولِ.

وقد عدَّهُ الإمامُ ابنُ القيِّمِ رحمه الله تعالى مِن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ المُثْبِتِينَ لصِفَةِ العُلُوِّ، وأثْنَى عليه، وذلك فِي نُونيَّتِه المُسمَّاة بـ «الكافية الشَّافية فِي الانتصارِ للفِرقَةِ النَّاجِية»، فِي النَّوع السادسَ عشرَ مِن أنواع أدِلَّةِ العُلُوِّ والاستواء، فقال([1]):

   وَكَذا الإِمامُ ابنُ الإِمامِ المُرْتَضَى

 

حَقًّا أَبِي دَاوُدَ ذِي العِرْفانِ

 

   تَصْنِيفُهُ نَظْمًا وَنَثْرًا واضِحٌ

 

فِي السُّنَّةِ المُثْلَى هُما نَجْمانِ

ولابنِ أبي داودَ فِي تقريرِ عقيدَتِه قصيدَتُهُ الحائِيَّةُ المشهورةُ «مَوْضِعُ الشَّرْحِ»، وقد ساقها جماعةٌ من الأَعْلام فِي كُتُبهم العَقَدِيَّة، كما ذكرها بعضُ مَن تَرجَمَ له فِي ترجمَتِهِ، وعَلَى رأسهم: ابنُ أبي يَعلَى. كما أوردها الذهبيُّ كامِلةً فِي كتابِ العُلُوِّ ([2])، وهيَ قصيدةٌ فِي العقيدةِ وأُصُولِ الدِّينِ، حائِيَّةُ الرَّوِيِّ، تحتَوِي عَلَى أربعينَ بَيْتًا.

وقد جاءَ عنهُ أنَّهُ قالَ فِي تمامِ هذه القصيدةِ: «هَذا قَوْلِي، وقَوْلُ أبِي، وقولُ أحمدَ بنِ حنبل رحمه الله تعالى، وقوْلُ مَن أدرَكْنَا مِن أهلِ العِلم، وقولُ مَن لم نُدرِكْ مِن أهلِ العِلم مِمَّن بلغَنا قولُهُ، فمنْ قالَ عليَّ غيْرَ ذلك فقَدْ كَذَبَ».


الشرح

([1])  الكافية الشافية (ص 65).

([2])  انظر: كتاب العلو (ص 153- 154).