أمَّا ما نُسِبَ
إليه من العَداءِ لآلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، المُسمَّى بالنَّصب فلم
يثبتْ عنه رحمه الله تعالى شيءٌ من ذلك، بل ثبتَ عنهُ ضِدُّ ذلكَ ونقيضُه، وهو
ولاءُ آلِ البيتِ ومَحبَّتُهم والثَّناءُ عليهِم وذِكْرُ فضائِلِهم ومَآثِرِهم.
بلْ لم يتحَقَّقْ فِي ترجمتِه مَنِ الَّذِي نسبَهُ إلى النَّصب، وما حُجَّتُه
عَلَى ذلك؟ إلا أنَّ هذِه التُّهمةَ التُصِقَتْ بِه فِي حياتِه رحمه الله،
وبَرَّأَ نفسَهُ مِنها، ولم يجعَلْ مَن رَماهُ به فِي حِلٍّ.
قال أحمدُ بنُ
يُوسفَ بنُ الأزرق: «سَمِعْتُ أبا بكْرِ بنِ أبي داودَ غيْرَ مرَّةٍ يقولُ: كُلَّ
مَن بينِي وبينه شيءٌ أو قالَ: كُلَّ مَنْ ذَكرَنِي بشيءٍ فهو فِي حِلٍّ إلا مَن
رَمانِي بِبُغْضِ عَلِيٍّ بنِ أبي طالِبٍ» ([1]).
وخيْرُ شاهِدٍ
ودليلٍ عَلَى سلامتِه مِن هذه التُّهمَةِ قصيدَتُهُ هذِه الَّتِي بين أيدِينا ([2])، والَّتِي فيها
عقيدةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، فقد قالَ بعْدَ أنْ ذَكَرَ الخُلفاءَ الثلاثَةَ:
وَرابِعُهم خَيْرُ البَرِيَّةِ بعْدَهُمْ |
| عَلِيٌّ حَلِيفُ الخَيْرِ بالخَيْرِ مُنْجِحٌ |
([1]) ينظر: تاريخ بغداد (9/ 468).